الديار: لبنان تحت المجهر الدولي… قرارات حاسمة في الأفق

كتبت صحيفة “الديار”: رغبة «اسرائيل» بالتطبيع مع الدول العربية من بينها لبنان، رغبة قديمة، لانها تهدف الى انهاء القضية الفلسطينية حيث لا يعود هناك دولة عربية تلتزم قضية فلسطين ايديولوجيا عبر ضم لبنان الى لائحة الدول المطبعة، مع الاخذ بعين الاعتبار سقوط سورية كدولة تواجه الكيان الصهيوني. عندئذ تكون «اسرائيل» قد انهت صراعا تاريخيا مع العرب، اهم ما فيه هو محوها لفلسطين حتى من الذاكرة. ومع سقوط نظام الاسد في سورية، ازدادت رغبة الدولة العبرية باتفاق تطبيع مع لبنان، بخاصة ان الاخير لن يفاوض من موقع قوي، بل ضعيف، فضلا عن الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها لبنان الرسمي، سواء من دول عربية مطبعة مع العدو او من دول اوروبية تحاول «اغراء» الدولة اللبنانية بتقديم المساعدات المالية واعادة الاعمار وتعزيز الاقتصاد اللبناني، شرط قبوله التطبيع مع الكيان العبري.
وتزامنا مع ذلك، تظهر بعض ادبيات المسؤولين اللبنانيين متناغمة مع سياسة الدول العربية المطبعة مع العدو الاسرائيلي. وعليه، لم يعد خافيا على احد ان خطر التطبيع يتعاظم، بخاصة ان المسلسل المتصاعد بالتنازلات تجاه «اسرائيل» الى جانب تصريح نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان ارتاغوس بان لبنان يجب ان يسلك مسارا سياسيا لحل النقاط المتنازع عليها مع الجانب «الاسرائيلي»، هو كلام حق يراد به باطل. وهنا، قال مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى للديار ان هناك توجها اميركيا لتوريط لبنان في مفاوضات تطبيع غير مباشرة، لتجد الدولة اللبنانية نفسها غارقة في وحول التطبيع مع الكيان الصهويني. ووفقا للمصدر الديبلوماسي، ان احتمال حصول ما ذكرناه مرتفع حاليا، بعد ان اصبح لبنان ضعيفا بخسارته دعم سورية بوجه العدو، دون ان يكون له اي مساندة من دول عربية اخرى. ويطرح الديبلوماسي السؤال: كيف يمكن ان ينجر لبنان الى التطبيع مع العدو؟ فيجيب بنفسه انه بحجة التفاوض على 13 نقطة المتنازع عليها وبحجة تحرير الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية وبحجة التفاوض على النقاط الخمس التي تحتلها اسرائيل»» وبحجة استثمار الغاز في البحر، قد تبدي الدولة العبرية تعاونا مقابل اتفاق ينهي حالة الحرب والعداء مع لبنان.
انما في الوقت ذاته، اكد الديبلوماسي ان هذا الامر سيؤدي حتما في حال حصوله، الى تفجير الوضع اللبناني داخليا والى تداعيات لا تحمد عقباها.
ما هو تأثير التغييرات السورية على لبنان؟
وتوازيا، يتصاعد التوتر في طرابلس، عكار، جرد الهرمل، القصر والقصير حيث تقول المعلومات ان هناك حشودا من الطرفين، طرف يؤيد سورية الشرع، وطرف يؤيد محور المقاومة . اضف الى ذلك، تقوم جماعات سلفية بالتحريض، وهي متمركزة في طرابلس، وانضم اليها سلفيون من حمص تزامنا مع لجوء علويين من الساحل السوري الى جبل محسن. وفي هذا السياق، هناك تخوف كبير من حصول عمليات انتقامية بين العلويين والسلفيين.
كل العوامل جاهزة لانفجار الوضع داخليا، انما هناك جهات خارجية تعمل على تبريد الاجواء لانه في حال حصول تصادم داخلي، حينئذ سيضطر حزب الله الى الدفاع عن مناطق الشيعة، وفي المقابل ستشن التنظيمات الاصولية عمليات انتقامية، وبالتالي هذه المعركة ستلهي الدولة اللبنانية بازماتها الداخلية، ويصبح احتمال التطبيع بعيدا جدا.
هل الاعمار والاصلاح يشكلان الباب الخلفي لمسار التطبيع؟
في غضون ذلك، اجتمع الرئيس جوزاف عون مع ممثلي صندوق النقد الدولي في اطار مساعدة لبنان للخروج من ازمته الاقتصادية والمالية. وهنا تساءلت مصادر مطلعة اذا كانت مساعدة صندوق النقد لاي بلد تأتي دون اي ثمن سياسي؟ وفي هذا السياق، قالت هذه المصادر انه طبعا هناك شروط يجب على لبنان ان يطبقها مقابل المساعدة المالية، وفي الحالة اللبنانية الثمن هو التطبيع مع «اسرائيل».
كما لفتت الى ان الدول العربية قد ترغب بمد اليد الى لبنان ومساندته في محنته الاقتصادية والمالية، وانما سيكون ضمن شروط مسبقة ليس كلها مرتبطا بتنفيذ اصلاحات في مؤسسات الدولة.
اهالي قرى جنوبية: العدوان الاسرائيلي لم يتوقف يوما
من جانبها، تحدثت الديار مع بعض اهالي قرية جنوبية حول ما يجري مؤخرا، فقد استغربوا ان تطرح مسألة التطبيع ودماء شهدائهم لم تجف بعد وقراهم مدمرة وبيوتهم ركام. واضاف بعض الاهالي الجنوبيين ان العدو الاسرائيلي يعلن عن رغبته بالتطبيع مع الدولة اللبنانية، وهو ينتهك سيادتها يوميا بارسال الطائرات المسيرة فوق الجنوب وبيروت وضواحيها، ناهيك بتحليق طيرانها الحربي فوق مناطق لبنانية عديدة، ومن بينها العاصمة بيروت؟
كما اكد جزء كبير من اهالي قرية جنوبية انهم يقفون وراء الدولة اللبنانية ويعلقون امالهم بصون حقوقهم من هذا العدو، وبالتالي يعتبرون انه مسار مستحيل بان تتبعه الدولة اللبنانية مع كيان قصف وقتل بشكل وحشي مواطنيها ومقاوميها وصحافييها واعلامييها وحوّل قراها وبلداتها الى دمار شامل؟
ما هو هدف لبنان من المفاوضات البرية مع العدو الاسرائيلي؟
اكدت اوساط سياسية ان هدف لبنان من خلال هذه المفاوضات ان تكون حدوده مرسمة وفقا لاتفاقية بوليه نيوكومب لعام 1923، والمودعة لدى الأمم المتحدة عام 1924. على هذا الاساس، ستتمحور المفاوضات من قبل المجموعات الثلاث التي ستعمل على معالجة النقاط المختلف عليها، وضمان انسحاب «إسرائيل» من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، تطبيقًا للقرار 1701.
اوساط شعبية مقربة من حزب الله: حالة ترقب للتطورات الداخلية والاقليمية
من جهة اخرى، قالت اوساط شعبية مقربة من حزب الله للديار ان المقاومة في حالة ترقب لكل التطورات التي تحصل في لبنان وحوله، فضلا عن انها تواكب سياسة الدولة التي تعتمد الديبلوماسية لدحر العدو من الاراضي اللبنانية. وفي الوقت عينه، اكدت هذه الاوساط ان حزب الله اعلن انه يقف وراء الدولة في صون وحفظ سيادة لبنان ومواطنيه، اما اذا اتجهت الدولة نحو التطبيع، فعندئذ حزب الله قد يلجأ الى عدة خيارات لاحباط التطبيع.
هل حزب الله قادر على مواجهة العدو الاسرائيلي الان وإيلامه؟
في سياق متصل، رأى خبير عسكري في حديثه للديار انه صحيح ان حزب الله تعرض لضربات قاسية جدا، سواء من استشهاد امين عامه السيد حسن نصرالله وقادة مهمين اخرين الى جانب تفجيرات البايجر، الا ان هذه الضربات لم تؤد الى إنهائه او تصفيته عسكريا. ذلك ان المقاومة حررت الجنوب عام 2000 ضمن قدرات متواضعة في السلاح والعتاد. واوضح الخبير العسكري ان اليوم قوة المقاومة شبيهة بالقوة التي كانت تتمتع بها عام 2000، وليس بعام 2024 ولا بعام 2006، ولذلك ان حزب الله قادر على تحرير ارض الجنوب وطرد الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية المتمركز فيها، علما ان قدراته وسلاحه اقوى من عام 2000.
المحقق العدلي بيطار سيستدعي سياسيين وقضاة وقادة امنيين
على صعيد التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، قالت اوساط قضائية ان المحقق العدلي القاضي طارق بيطار سيستدعي عددا من الشخصيات، من بينهم سياسيون وقادة امنيون وقضاة، ابرزهم مدعي عام التمييز السابق غسان عويدات، دون ان تعرف الاجراءات التي سيتخذها البيطار بعد الاستماع اليهم. في الوقت ذاته، علمت الديار، وسط همس في كواليس العدلية، باتفاق بين البيطار ورئيس مجلس القضاء الاعلى سهيل عبود ومدعي عام التمييز جمال الحجار على عدم توقيف اي من القضاة الذين يحقق معهم.
التعيينات في مرافق الدولة
وفي ملف التعيينات، علمت الديار ان المدير المساعد لامن الدولة سيكون مرشد سليمان، حيث سيتم نقله من مديرية العامة للامن العام الى ملاك امن الدولة.
كما علم ان الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء ستشمل تعيين اعضاء المجلس العسكري في الجيش، اضافة الى تعيينات في الجمارك»، حيث يبرز اسم العميد مصطفى بدران قائد منطقة الشمال في قوى الامن الداخلي لتولي منصبٍ في الجمارك واسم اخر لم يكشف عنه حتى اللحظة.