الديار:هل ينجح عون وسلام في التوفيق بين متطلبات الخارج وتوازنات الداخل؟

«تباين ودي» بين عون وبري على اسم مدير الامن العام
دروز لبنان وسوريا قد يدفعون ثمن «لعبة الامم»
كتبت صحيفة “الديار” تقول:
المرحلة الانتقالية محفوفة بالمخاطر والمشاريع الكبرى، وحسابات البيدر المحلي قد تتعارض كليا مع المخططات الخارجية وما يحاك من مشاريع قد تؤدي الى زوال دول وقيام كانتونات جديدة، والسؤال الاساسي، هل ينجح الرئيسين عون وسلام بالتوفيق بين المتطلبات الخارجية من لبنان ضد حزب الله والحفاظ على الاستقرار الداخلي ؟ في ظل معلومات مؤكدة رغم نفيها من المراجع الرسمية، بان واشنطن طلبت من لبنان اجراء اتصالات مباشرة بين لبنان وإسرائيل في حال اراد لبنان انسحابا اسرائيليا شاملا من أراضيه ووقف الخروقات البرية والبحرية والجوية وخلاف ذلك، لا خطوط حمراء امام اسرائيل في لبنان، ولا مساعدات، لان الدول الخارجية تعتبر ان تنفيذ الاصلاحات اساسه اقصاء حزب الله من الدولة، وهذا المسار الدولي لا تستطيع الحكومة تنفيذه، وبالتالي فان المراوحة الحالية مرشحة للاستمرار مع مواصلة الخروقات الاسرائيلية اليومية على قرى الجنوب وجرح 3 مواطنين في كفركلا امس ومنع المزارعين استغلال اراضيهم، والتطور الابرز دخول جماعات من المستوطنين الى قبر العباد في حولا وممارسة الطقوس الدينية داخل القبر الذي يدعي الاسرائيليون انه تابع للحاخام اشيل، ودخل المستوطنون بحماية الجيش الاسرائيلي الذي نظم الزيارة، واللافت انه لم يصدر اي موقف عن الحكومة اللبنانية او اللجنة المشرفة على وقف النار بعد ان تحول دورها الى عداد للخروقات.
التعينات
اجواء الود طغت على زيارة الرئيس نبيه بري الى القصر الجمهوري ولقائه الرئيس جوزاف عون الذي وضعه في اجواء زيارته الى الرياض ولقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واجواء القمة العربية كما جدد بري الثناء على كلمة الرئيس عون في القمة العربية، وبعدها تم التطرق الى موضوع التعينات وطرح الرئيس بري اسم العميد مرشد الحاج سليمان، فابدى الرئيس عون بعض الملاحظات، فتمنى بري إرسالها ليطلع عليها، ولم يطرح الرئيس عون اي اسم امام الرئيس بري، لكن مصادر قريبة من بعبدا سربت ميل عون الى تعيين العميد محمد الامين، والسؤال، هل يكون المخرج بتعيين العميد حسن شقير الذي تعرض لحملة اعلامية معروف مصادرها، ورغم التباين الودي على اسم مدير الأمن العام، فان مصادر بعبدا اكدت على التنسيق الدائم مع بري في ملف التعينات، علما ان الاجتماع استمر لـ 20 دقيقة وغادر رئيس المجلس دون الادلاء باي تصريح.
اما في موقع مدير عام قوى الامن الداخلي فالتعيين انحصر بين العميدين محمود قبرصلي المحسوب على فؤاد السنيورة ورائد العبدالله على المستقبل المطروح ايضا على رئاسة شعبة المعلومات، بينما حسم اسم العميد رودلف هيكل لقيادة الجيش، ومن المتوقع اعلان التعيينات العسكرية في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.
لكن المشكلة الكبرى تبقى في التعيينات بمديرية المخابرات والاجهزة الامنية، وتحتاج هذه التشكيلات لمباحثات واتصالات طويلة، ومنذ الطائف كانت التعيينات توافقية في هذه المراكز، فهل تكسر الاعراف مع التحولات الكبرى في لبنان؟
وفي ظل هذه المعممة، يبقى السؤال، من هو القادر على طمانة الثنائي الشيعي وحمايته من الكم الهائل من المعلومات التي تسرب يوميا عن نهاية عصر الثنائي الشيعي في الدولة وحرمانه من التعيينات على كافة الصعد العسكرية والمالية والقضائية والإدارية بقرار أميركي، وان التعيينات العسكرية والقضائية تحديدا ستخضع للقرار الاميركي لجهة اختيار الاسماء والغربلة، حتى قوات الجيش اللبناني التي ستنتشر في الجنوب سيتم اختيار قادتها وضباطها وعناصرها بعناية فائقة، وولاؤهم للدولة وليس لحزب الله.
هذه التسريبات تقلق فعليا القيادات الشيعية، ويتم الرد عليها بالتمسك في اختيار الاسماء في التعيينات وتحديد المعايير ردا على التوجهات الدولية بتقليص وجود الثنائي في الدولة لصالح قيادات شيعية جديدة معادية لحزب الله، هذا التوجه ظهر من خلال التسريبات عن قرار في الكونغرس باسم” بيجر “ يتضمن عدم الاعتراف بالكتلة النيابية لحزب الله واقصاء حركة امل مع ضغوط هائلة على كل الصعد، هذا هو الخطر الاكبر على الاستقرار في البلد. ويبقى اللافت وجود لوبي لبناني ناشط في الولايات المتحدة يقود حملة منظمة على الرئيس نبيه بري، كما تطال الحملة وليد جنبلاط وثوابته الوطنية، وهذا اللوبي يتحرك بقوة في وزارة الخارجية الاميركية وله علاقات واسعة مع المسؤولين عن الملف اللبناني.
الوضع الدرزي
ما يجري في لبنان لا يمكن فصله عن تطورات المنطقة، والمطلوب من لبنان اميركيا مطلوب من أحمد الشرع حسب مصادر متابعة للملف السوري، فإذا لم يوقع اتفاق سلام مع اسرائيل فان سوريا ذاهبة الى التقسيم والتفتيت واذا اقدم على توقيع معاهدة الصلح فان سوريا الموحدة ستقدم له على طبق من الذهب والفضة «وعليه الاختيار»، وفي ظل هذه الاجواء يتقدم السؤال الاساسي، هل يدفع الدروز ثمن لعبة الامم الكبرى على الارض السورية ويدفع معهم دروز لبنان ثمن هذه الصراعات الكبرى مع اغراءات اسرائيلية باقامة كانتون درزي قد يمتد الى حاصبيا وراشيا وجنوب خط الشام بعد دخول اسرائيل على جبل الشيخ والتطورات العسكرية في لبنان، وتحويل الدروز الى حرس حدود لاسرائيل من درعا الى حاصبيا وانشاء جيش شبيه بجيش انطوان لحد، ،بالإضافة إلى وعود بمساعدات اقتصادية ومالية بمليارات الدولارات وتامين فرص عمل في اسرائيل لكل المواطنين في الجنوب السوري من كل الطوائف.
وفي المعلومات، ان كل الاتصالات بين الشيخ حكمت الهجري واحمد الشرع باءت بالفشل، وادت الى إنزال العلم السوري عن مركز محافظة السويداء ورفع العلم الدرزي وطرد المحافظ المعين من هيئة تحرير الشام.
واللافت ايضا، وجود قرار عربي ودولي بضرب الثوابت الوطنية للدروز والذي جسدها ال جنبلاط وارسلان، وظهر ذلك من خلال توجيه الدعوة للشيخ موفق ظريف لحضور مؤتمر الحوار بين الاديان في البحرين، ومشاركته في مؤتمر حول نبذ العنصرية في واشنطن، وتحدث الشيخ ظريف عن دروز لبنان وسوريا، كما استطاع ظريف تأمين مظلة حماية اسرائيلية لدروز السويداء، وما يجري بحق العلويين في الساحل السوري رفع من أسهم الشيخين حكمت الهجري وموفق ظريف بين دروز سوريا.
وفي ظل هذه المخاطر، يتمسك وليد جنبلاط بالثوابت الوطنية للدروز وسيرد في 16 آذار من المختارة بالذكرى الـ 48 لاستشهاد والده على كل الطروحات بعد هدية احمد الشرع للمختارة بالإعلان عن إلقاء القبض على اللواء ابراهيم حويجي في جبلة السورية ويتهمه جنبلاط بأنه المنفذ لجريمة اغتيال والده.